اليمن: تدهور وضع المياه وسط تراجع مستويات الهطول

حذّر المجلس النرويجي للاجئين من أن انخفاض هطول الأمطار الموسمية في اليمن أدى إلى تفاقم أزمة المياه، حيث يكافح اليمنيون في الأرياف والمدن للوصول إلى المياه النظيفة
Published 29. Jul 2025
Middle East Yemen

وفي حين أن هطولات الصيف عادةً ما تساعد في توفير المياه في بعض المناطق، فمن المتوقع أن ينخفض هطول الأمطار التراكمية هذا العام بنسبة 40٪ في بعض المناطق، مما يترك 15 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن المائي في حالة عجزٍ عن توفير كميات كافية من مياه شرب آمنة أو صرف صحي.

وقالت أنجيليتا كاريدا، المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس النرويجي للاجئين: "مع مرور كل عام، تنخفض قدرة اليمنيون في الوصول إلى المياه. الماء شريان حياة، ليس فقط من أجل الشرب، ولكن أيضا للبقاء نظيفا وصحياً، ولمنع انتشار الأمراض، وري المحاصيل ورعاية الحيوانات.

"في جميع أنحاء البلاد، أصبحت المياه الصالحة للشرب نادرة أكثر من أي وقت مضى. يحتاج اليمنيون إلى مساعدة فورية لتجنب تحول هذه الأزمة إلى كارثة. الملايين من اليمنيين أجبروا على تقليل وجباتهم والآن سيتعين عليهم التعامل مع أزمة الوصول إلى المياه. ويواجه اليمن حالة طوارئ مزدوجة للغذاء والماء".

سجلت فرق المجلس النرويجي للاجئين ارتفاعاً في تكاليف صهاريج المياه في مختلف أنحاء المناطق اليمنية في الأسابيع الأخيرة. فعلى سبيل المثال، في مدينة تعز جنوب غربي البلاد، تبلغ تكلفة 1000 لتر من المياه المنزلية المستخدمة في الغسيل والطهي ما يقارب خمسة دولارات أمريكية، أي ما يعادل أجرة عامل يومي. وكبديل عن ذلك، يتعين على النساء والأطفال السير لمسافات طويلة لجلب المياه، وهي رحلة محفوفة بالمخاطر.

وقالت كُدافة، وهي أم نازحة في محافظة أبين شرق عدن: "لقد عانينا كثيرا للحصول على ما يكفي من المياه. اعتدت أن أمشي لمسافة ثلاثة كيلومترات لإحضار الماء من المزارع وأحمله على رأسي. لكن المشكلة الرئيسية كانت أنها لم تكن مياه صالحة للشرب. لا يزال مشهد الأطفال يسقطون من على ظهر الحمير ويكسرون الصفائح عالقاً في ذهني. تخيل أن يقضي طفلٌ ساعات في جلب الماء ثم يفقده في طريق العودة".

كما تحدّث بعض النازحون للمجلس النرويجي للاجئين أن عدد النازحين الذين يعانون من أمراض الكلى يزداد كل يوم لأنهم يستهلكون مياه غير صالحة للشرب.

ولمساعدة الناس على الوصول إلى المياه النظيفة، أعاد المجلس النرويجي للاجئين تأهيل بئر المياه الرئيسي في مخيم جول السادة في محافظة أبين وزود النازحين في المنطقة بخزانات مياه، ما أدى إلى تحسين إمكانية الحصول على المياه النظيفة بشكل كبير.

كما تدخل المجلس النرويجي للاجئين في مناطق أخرى، بما في ذلك مأرب وتعز وعمران، حيث قام المجلس النرويجي للاجئين بتركيب خزانات مياه مرتفعة، وأصلح مصادر المياه، وأنشأ أنظمة طاقة شمسية لضخ المياه.

وقال أحمد، وهو أب نازح في محافظة مأرب: "لا أحد يستطيع أن يتصور سعادة الأطفال والكبار عندما وصلت المياه إلى المخيم. والآن لدينا ما يكفي من المياه النظيفة، ولم تعد إعادة تعبئتها تشكل عبئا."

في عام 2024، ساعد المجلس النرويجي للاجئين أكثر من 50,000 شخص في الوصول إلى مياه شرب نظيفة وخدمات الصرف الصحي، ولكن مع حدوث قطع في التمويل الإنساني، أصبح هذا العمل مهددا.

وقالت كاريدا: "يكافح المجتمع الإنساني في جميع أنحاء اليمن لتلبية حجم الطلب على المياه النظيفة والصالحة للشرب، ولكن لم توفر الجهات المانحة سوى 10 في المائة من التمويل اللازم لأعمال المياه والصرف الصحي حتى الآن هذا العام، مما ترك العديد من العائلات دون الدعم الذي تحتاجه. وبسبب التخفيضات في التمويل الإنساني من قبل العديد من الجهات المانحة الرئيسية، فإننا نشعر بقلق بالغ في استمرار عدم تلبية هذه الحتياجات. ويجب على الجهات المانحة التحرك بسرعة لعكس هذه التخفيضات وتمكين اليمنيين من الوصول إلى شريان الحياة الأساسي – مياه نظيفة."

ملاحظات للمحررين:

  • يمكن تنزيل لقطات الفيديو والصور للاستخدام والتوزيع المجاني عبر هذا الرابط
  • ومن المتوقع أن يصل هطول الأمطار التراكمي إلى 60 ملم في إب وذمار، وهو ما يزال أقل بنحو 40٪ من المتوسط طويل الأجل (منظمة الأغذية والزراعة)
  • وفي عام 2025، يحتاج 19.5 مليون شخص في اليمن إلى المساعدة الإنسانية. (مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية)
  • يعاني 15 مليون يمني من انعدام األمن المائي. (مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية)
  • يعمل المجلس النرويجي للاجئين في اليمن منذ عام 2012 لمساعدة العائلات في الوصول إلى الخدمات الأساسية.
  • وفي عام 2024، وفر المجلس النرويجي للاجئين ل 52,553 شخصا إمكانية الوصول إلى مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي في جميع أنحاء اليمن.
  • ومن المتوقع أن يزداد الأمن الغذائي في اليمن سوءا في الفترة ما بين سبتمبر/أيلول 2025 وفبراير/شباط 2026، حيث يتوقع أن يكون هناك ما يقدر بنحو 18.1 مليون شخص بمستويات الأزمة أو أسوأ من ذلك.
  • وتعاين خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2025 من نقص كبير في التمويل، حيث تم تأمين 13٪ من المبلغ المطلوب والبالغ 2.47 مليار دولار اعتبارا من منتصف يوليو/تموز (التتبع المالي لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية).
  • لم يتم توفير سوى 10٪ من التمويل المطلوب لمشاريع المياه والصرف الصحي هذا العام (مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية).

للحصول على معلومات أو لترتيب مقابلة، يرجى الاتصال ب: 

  • أحمد بيرم، المستشار الإعلامي للشرق الأوسط: ahmed.bayram@nrc.no،

+962 790 160 147