سوريا: الاضطرابات ونقص الاستثمارات تعيق قدرة الناس على التعافي

Published 13. Mar 2025 Updated 16. Mar 2025

قال المجلس النرويجي للاجئين إن الاضطرابات المستمرة ونقص الاستثمارات في البنية التحتية المدنية في سوريا تعرقل أي محاولات للتعافي يقوم بها السوريون بعد أربعة عشر عامًا من الأزمة.

وفقًا لتقييم جديد أجراه المجلس، فإن بعض الأسواق المحلية في سوريا غير مستعدّة لاستيعاب قوى عاملة جديدة، خاصة في حالة عودة أعداد كبيرة من الأشخاص من داخل البلاد وخارجها.

حدد التقييم، الذي شمل شركات كبيرة ومتوسطة الحجم في ريف دمشق ودرعا وحلب وحمص وحماة، الاتجاهات الحالية والرؤى المستقبلية لأصحاب الأعمال. ووفقًا للمشاركين، فقد شهدت الأسواق المحلية انخفاضاً في الإنتاج والأنشطة التجارية منذ سقوط الحكومة السابقة، وذلك رغم التغييرات في سياسات التجارة، والتي شملت إتاحة المزيد من الفرص التجارية، والحدّ من ظاهرة المحسوبية في العمليات التجارية، وخفض الرسوم الباهظة على نقل البضائع، واتخاذ تدابير أخرى من شأنها تسهيل تدفق السلع التجارية عبر المناطق السورية.

وقال مدير مكتب سوريا في المجلس النرويجي للاجئين فيديريكو ياكيتي: "رغم التحسن النسبي في الأسعار خلال الأشهر الأخيرة، تعاني الأسواق السورية من أزمة سيولة، وقد وصلت القوة الشرائية إلى أدنى مستوياتها".

وأضاف: "إننا نلحظ اتجاهاً مقلقاً في السوق، حيث لا تزال الأسرة السورية العادية غير قادرة على تحمل تكاليف الغذاء والضروريات الأخرى، حتى في حالة انخفاض الأسعار. أينما نذهب، تتكرر القصة نفسها: كل يوم هو معركة من أجل البقاء. سوريا بحاجة إلى استثمارات تدعم الأعمال الصغيرة وتوفر فرص عمل في مشاريع مثل إصلاح البنية التحتية المدنية".

أجرى المجلس النرويجي للاجئين مقابلات مع العديد من الأشخاص ذوي الظروف الاقتصادية المختلفة عشية شهر رمضان، وقدَّروا جميعاً أن التكلفة الشهرية للطعام والإيجار والمرافق تصل إلى ثلاثة ملايين ليرة سورية، أي ما يعادل ثلاثمئة دولار أمريكي للأسرة الواحدة، ويعزى ذلك أساساً إلى التقلب المستمر في سعر الصرف وعدم استقرار السوق.

قال محمد من حلب، وهو كهربائي تدرّب مع المجلس النرويجي للاجئين وتلقى دعماً لفتح متجره الخاص: "يواجه المستهلكون والشركات ضغوط السوق ذاتها. فمثلاً، إذا بعتَ عشرة مصابيح وعدتَ إلى السوق لشراء المزيد، فستحصل فقط على ثلاثة أو أربعة بنفس السعر. بالنسبة لرمضان، تحسنت بعض الأسعار، لكن ليس هناك ما يكفي من الوظائف. معظم السكان هنا يعتمدون على التحويلات المالية من أقاربهم في الخارج".

أفاد الأشخاص العائدون من النزوح وأولئك الذين ما زالوا يعيشون في المخيمات بأن تخفيضات المساعدات، بما في ذلك الحصص الغذائية الشهرية، كان لها تأثير مدمر على العائلات. وعلى الرغم من أن معظم المواد الغذائية الأساسية انخفضت أسعارها خلال الأشهر الأربعة الماضية، إلا أن أسعار الخبز ارتفعت ثماني مرات مقارنة بالعام الماضي بعد التخفيض الجزئي للدعم، وفقًا للأمم المتحدة.

وقالت منى البالغة من العمر خمسين عامًا، والتي تعيش مع زوجها وأطفالها الثلاثة في مخيم للنازحين في إدلب: "بات الاعتماد على مساعدات الناس الطريقة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة. يخرج أطفالي لجمع بعض الأكياس البلاستيكية والمطاط الذي نحرقه للتدفئة. كل شيء باهظ الثمن، نحن غير مستعدين لرمضان. لم نكن لنظل هنا لو كان لدينا منزل نعود إليه".

قبل اجتماع المانحين في مؤتمر بروكسل التاسع في 17 مارس، يدعو المجلس النرويجي للاجئين المجتمع الدولي إلى تعزيز الدعم للسوريين النازحين وكذلك العائدين إلى ديارهم.

وقال فيديريكو ياكيتي: "هناك حاجة إلى كل من الإغاثة العاجلة والدعم لضمان الاعتماد الذاتي على المدى الطويل للسوريين الذين يسعون لاستعادة مستقبلهم. يجب أن يسير الأمران جنبًا إلى جنب في أي خطة للتعافي في سوريا". يدعم المجلس النرويجي للاجئين النازحين السوريين في المخيمات من خلال توفير المياه والمأوى والتعليم والمساعدة القانونية وغيرها من الأنشطة. كما يدعم المجلس إعادة تأهيل البنية التحتية المدنية الحيوية في المدن والقرى الريفية، إلى جانب توفير برامج تطوير المهارات ومنح الأعمال للسوريين لمساعدتهم على بدء مشاريعهم الخاصة.

ملاحظات للمحررين:

• يمكن للزملاء الصحفيين تحميل مجموعة الصور ولقطات الفيديو مجاناً عبر هذا الرابط 

أجرى المجلس النرويجي للاجئين 25 مقابلة مع شركات كبيرة ومتوسطة الحجم، بالإضافة إلى فروع غرف التجارة والصناعة، كجزء من تقييم السوق السريع.

• جرى التقييم بين 15 و28 فبراير 2025، وشمل محافظات ريف دمشق ودرعا وحلب وحمص وحماة.

• بشكل منفصل، أجرى المجلس مقابلات مع 10 أشخاص حول متوسط تكلفة الأساسيات في رمضان، من بينهم أصحاب أعمال صغيرة حصلوا على دعم لبدء حياتهم المهنية، مثل كهربائي وخيّاطة. كما تحدث المجلس مع أصحاب المحلات في حلب والنازحين المقيمين في المخيمات في إدلب.

• بينما استقرت أسعار الخبز عند 4000 ليرة سورية لكل 1.5 كجم، وفقًا للأمم المتحدة، إلا أن هذا التكلفة تمثل زيادة تعادل ثمانية أضعاف الأسعار المسجلة العام الماضي وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي.

للمزيد من المعلومات أو لترتيب مقابلة، يرجى الاتصال بـ:

• أحمد بيرم، المستشار الإعلامي الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ahmed.bayram@nrc.no، +962 790 160 147

قال المجلس النرويجي للاجئين إن الاضطرابات المستمرة ونقص الاستثمارات في البنية التحتية المدنية في سوريا تعرقل أي محاولات للتعافي يقوم بها السوريون بعد أربعة عشر عامًا من الأزمة.

وفقًا لتقييم جديد أجراه المجلس، فإن بعض الأسواق المحلية في سوريا غير مستعدّة لاستيعاب قوى عاملة جديدة، خاصة في حالة عودة أعداد كبيرة من الأشخاص من داخل البلاد وخارجها.

حدد التقييم، الذي شمل شركات كبيرة ومتوسطة الحجم في ريف دمشق ودرعا وحلب وحمص وحماة، الاتجاهات الحالية والرؤى المستقبلية لأصحاب الأعمال. ووفقًا للمشاركين، فقد شهدت الأسواق المحلية انخفاضاً في الإنتاج والأنشطة التجارية منذ سقوط الحكومة السابقة، وذلك رغم التغييرات في سياسات التجارة، والتي شملت إتاحة المزيد من الفرص التجارية، والحدّ من ظاهرة المحسوبية في العمليات التجارية، وخفض الرسوم الباهظة على نقل البضائع، واتخاذ تدابير أخرى من شأنها تسهيل تدفق السلع التجارية عبر المناطق السورية.

وقال مدير مكتب سوريا في المجلس النرويجي للاجئين فيديريكو ياكيتي: "رغم التحسن النسبي في الأسعار خلال الأشهر الأخيرة، تعاني الأسواق السورية من أزمة سيولة، وقد وصلت القوة الشرائية إلى أدنى مستوياتها".

وأضاف: "إننا نلحظ اتجاهاً مقلقاً في السوق، حيث لا تزال الأسرة السورية العادية غير قادرة على تحمل تكاليف الغذاء والضروريات الأخرى، حتى في حالة انخفاض الأسعار. أينما نذهب، تتكرر القصة نفسها: كل يوم هو معركة من أجل البقاء. سوريا بحاجة إلى استثمارات تدعم الأعمال الصغيرة وتوفر فرص عمل في مشاريع مثل إصلاح البنية التحتية المدنية".

أجرى المجلس النرويجي للاجئين مقابلات مع العديد من الأشخاص ذوي الظروف الاقتصادية المختلفة عشية شهر رمضان، وقدَّروا جميعاً أن التكلفة الشهرية للطعام والإيجار والمرافق تصل إلى ثلاثة ملايين ليرة سورية، أي ما يعادل ثلاثمئة دولار أمريكي للأسرة الواحدة، ويعزى ذلك أساساً إلى التقلب المستمر في سعر الصرف وعدم استقرار السوق.

قال محمد من حلب، وهو كهربائي تدرّب مع المجلس النرويجي للاجئين وتلقى دعماً لفتح متجره الخاص: "يواجه المستهلكون والشركات ضغوط السوق ذاتها. فمثلاً، إذا بعتَ عشرة مصابيح وعدتَ إلى السوق لشراء المزيد، فستحصل فقط على ثلاثة أو أربعة بنفس السعر. بالنسبة لرمضان، تحسنت بعض الأسعار، لكن ليس هناك ما يكفي من الوظائف. معظم السكان هنا يعتمدون على التحويلات المالية من أقاربهم في الخارج".

أفاد الأشخاص العائدون من النزوح وأولئك الذين ما زالوا يعيشون في المخيمات بأن تخفيضات المساعدات، بما في ذلك الحصص الغذائية الشهرية، كان لها تأثير مدمر على العائلات. وعلى الرغم من أن معظم المواد الغذائية الأساسية انخفضت أسعارها خلال الأشهر الأربعة الماضية، إلا أن أسعار الخبز ارتفعت ثماني مرات مقارنة بالعام الماضي بعد التخفيض الجزئي للدعم، وفقًا للأمم المتحدة.

وقالت منى البالغة من العمر خمسين عامًا، والتي تعيش مع زوجها وأطفالها الثلاثة في مخيم للنازحين في إدلب: "بات الاعتماد على مساعدات الناس الطريقة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة. يخرج أطفالي لجمع بعض الأكياس البلاستيكية والمطاط الذي نحرقه للتدفئة. كل شيء باهظ الثمن، نحن غير مستعدين لرمضان. لم نكن لنظل هنا لو كان لدينا منزل نعود إليه".

قبل اجتماع المانحين في مؤتمر بروكسل التاسع في 17 مارس، يدعو المجلس النرويجي للاجئين المجتمع الدولي إلى تعزيز الدعم للسوريين النازحين وكذلك العائدين إلى ديارهم.

وقال فيديريكو ياكيتي: "هناك حاجة إلى كل من الإغاثة العاجلة والدعم لضمان الاعتماد الذاتي على المدى الطويل للسوريين الذين يسعون لاستعادة مستقبلهم. يجب أن يسير الأمران جنبًا إلى جنب في أي خطة للتعافي في سوريا". يدعم المجلس النرويجي للاجئين النازحين السوريين في المخيمات من خلال توفير المياه والمأوى والتعليم والمساعدة القانونية وغيرها من الأنشطة. كما يدعم المجلس إعادة تأهيل البنية التحتية المدنية الحيوية في المدن والقرى الريفية، إلى جانب توفير برامج تطوير المهارات ومنح الأعمال للسوريين لمساعدتهم على بدء مشاريعهم الخاصة.

ملاحظات للمحررين:

• يمكن للزملاء الصحفيين تحميل مجموعة الصور ولقطات الفيديو مجاناً عبر هذا الرابط 

أجرى المجلس النرويجي للاجئين 25 مقابلة مع شركات كبيرة ومتوسطة الحجم، بالإضافة إلى فروع غرف التجارة والصناعة، كجزء من تقييم السوق السريع.

• جرى التقييم بين 15 و28 فبراير 2025، وشمل محافظات ريف دمشق ودرعا وحلب وحمص وحماة.

• بشكل منفصل، أجرى المجلس مقابلات مع 10 أشخاص حول متوسط تكلفة الأساسيات في رمضان، من بينهم أصحاب أعمال صغيرة حصلوا على دعم لبدء حياتهم المهنية، مثل كهربائي وخيّاطة. كما تحدث المجلس مع أصحاب المحلات في حلب والنازحين المقيمين في المخيمات في إدلب.

• بينما استقرت أسعار الخبز عند 4000 ليرة سورية لكل 1.5 كجم، وفقًا للأمم المتحدة، إلا أن هذا التكلفة تمثل زيادة تعادل ثمانية أضعاف الأسعار المسجلة العام الماضي وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي.

للمزيد من المعلومات أو لترتيب مقابلة، يرجى الاتصال بـ:

• أحمد بيرم، المستشار الإعلامي الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ahmed.bayram@nrc.no، +962 790 160 147