مدرسة تحولت إلى موقع نزوح في قلب بورتسودان. يضم هذا المخيم 800 عائلة فرت من العنف في الخرطوم وسنار والجزيرة. صورة: المجلس النرويجي للاجئين / احمد السر

السودان: العالم يتجاهل العد التنازلي للمجاعة

Published 22. Nov 2024

بعد عام ونصف من الحرب في السودان، بدأ العد التنازلي نحو الانهيار الشامل، حيث يعاني أكثر من 20 مليون شخص من عنف مستمر، وجوع متزايد، ونزوح قسري، وفقًا لما قاله الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين (NRC) يان إيغلاند اليوم عَقب زيارته للبلاد.

وقال إيغلاند: "قبل عشرين عامًا، قمنا بحشد الرؤساء ورؤساء الوزراء لوقف الفظائع في دارفور. يوجد الآن أضعاف عدد الأشخاص المعرضين للخطر - هذه أسوأ أزمة في العالم - ولكننا نواجه صمتًا مدويًا. يجب أن نوقظ العالم قبل أن تلتهم المجاعة جيلاً من الأطفال."

وأضاف: "لقد رأيت بعيني في دارفور وفي الشرق النتائج المدمرة للهجمات العشوائية والحرب العبثية. في الشهر الماضي فقط، قُتل أكثر من 2,500 شخص ونزح أكثر من 250,000 آخرين. تخبرنا المجتمعات التي نخدمها عن عنف مروع، عن قرى دُمّرت بأكملها، ومدنيون أُعدموا، ونساء تعرضنّ للاغتصاب، ومنازل دمرها القصف والغارات الجوية. هذه هي سياسة الأرض المحروقة التي يعيشها  السودان في عام 2024. لقد بتنا على وشك الانحدار الخطير نحو المجاعة والمعاناة. إن التأخير في اتخاذ الإجراءات والجهود الدبلوماسية غير الكافية يزيد من معاناة الشعب السوداني الذي يحتاج إلى تحرك فوري وحاسم من المجتمع الدولي."

أدى الصراع في السودان إلى أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث نزح أكثر من 11 مليون شخص داخل البلاد، ولجأ ثلاثة ملايين آخرين إلى تشاد ومصر وجنوب السودان ودول مجاورة أخرى.

وقال إيغلاند: "واحد من كل خمسة أشخاص في السودان يُعدُّ نازحاً. المناطق الآمنة القليلة المتبقية مكتظة للغاية، حيث تعيش مئات الأسر في مخيمات مزدحمة بالكاد تستطيع البقاء على قيد الحياة بالموارد المحدودة المتاحة."

في جميع أنحاء السودان، يتسبب الجوع الشديد في وفاة أشخاص كل يوم. يُقدر أن 24 مليون شخص، أي نصف السكان، في حاجة ماسة إلى الغذاء، بما في ذلك 1.5 مليون شخص على حافة المجاعة. يجتاح الجوع والمجاعة المراكز الحضرية والقرى النائية على حد سواء، حيث أصبح الجوع الآن واقعًا في أماكن مثل الخرطوم، التي كانت يومًا المركز الاقتصادي للبلاد.

وقال إيغلاند: " الجوع المستمر هنا هو مأساة من صنع الإنسان. لقد التقيت في دارفور نساء بالكاد يبقين على قيد الحياة. يتألف غذاؤهم اليومي من وجبة واحدة تتألف من أوراق الشجر المسلوقة. تتحمل الأطراف المتحاربة التي تعرقل الوصول إلى هذه المجتمعات المسؤولية المباشرة عن هذه الكارثة. يمكن وقف هذه الأزمة الإنسانية في الحال."

على الرغم من الاحتياجات الملحّة، تواصل الأطراف المتحاربة منع وصول المساعدات. وقال إيغلاند: "هذا ليس حادثًا عرضيًا. لا يمكن لقوات للأطراف المتحاربة استخدام الجوع كسلاح. كل تأخير يحصل وكل شاحنة تتوقف وكل تفويض مؤجل هو حكم بالإعدام على عائلات لا تستطيع الانتظار يومًا آخر للحصول على الغذاء والماء والمأوى. هذا أمر لا يمكن تبريره أخلاقيًا."

تعاني الاستجابة الإنسانية للسودان من نقص حاد في التمويل، مما يترك المنظمات بما في ذلك المجلس النرويجي للاجئين أمام قرارات مستحيلة بشأن من يمكن مساعدته. وقال إيغلاند: "تلقّت الاستجابة الإنسانية أقل من نصف التمويل المطلوب. أُغلقت مطابخ الحساء في الخرطوم والتي تمثل شريان حياة أخير لآلاف الأشخاص بسبب عدم وصول الأموال الموعودة. بينما نحاول مواكبة الأزمة، فإن مواردنا الحالية تؤخر الوفيات فقط بدلًا من منعها."

وعلى الرغم من حجم الأزمة، لم تؤدِ الاستجابة العالمية إلى أي تغيير على الأرض. وأضاف إيغلاند: "تغريدة تعبر عن القلق ليست كافية. تقاعس العالم لا يقل عن كونه ضوءًا أخضر لمزيد من المعاناة. السودان بحاجة إلى استجابة طارئة عالمية تتناسب مع حجم هذه الأزمة. يجب على العالم ألا يغض الطرف بينما الملايين على شفا المجاعة والصراع يدمر مجتمعات بأكملها."

ملاحظات للمحررين:

·       خلال شهر أكتوبر 2024، أسفرت الهجمات على المدنيين والاشتباكات في جميع أنحاء البلاد عن مقتل أكثر من 2,600 شخص ونزوح 274,000 آخرين وفقًا لمشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة ACLED IDMC

·       تُقدر أبحاث من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي أن أكثر من 61,000 شخص لقوا حتفهم في الخرطوم بين أبريل 2023  و  يونيو 2024، حيث تسببت أعمال العنف في مقتل أكثر من 26,000 شخص، وهو رقم يتجاوز بكثير تقديرات ACLED البالغة 20,178 حالة وفاة في جميع أنحاء البلاد خلال نفس الفترة. والأمر المقلق أن أكثر من 90% من الوفيات لم يتم تسجيلها، مما يشير إلى أن الأرقام في المناطق الأخرى قد تكون أقل من الواقع بشكل كبير. كانت الأمراض التي يمكن الوقاية منها والمجاعة السبب الرئيسي للوفيات على مستوى البلاد، بينما كانت الوفيات بسبب العنف مرتفعة بشكل غير متناسب في كردفان (80%) ودارفور (69%)، مما يبرز العنف المستهدف في هذه المناطق.

·       أكثر من 11 مليون شخص نزحوا داخل السودان، فيما أُجبر ثلاثة ملايين آخرين على اللجوء إلى دول مجاورة مثل تشاد ومصر وجنوب السودان.

·       يُقدر أن 24 مليون شخص—أي نصف السكان—في حاجة ماسة إلى الغذاء، بما في ذلك 1.5 مليون شخص على حافة المجاعة  وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA وبرنامج الغذاء العالمي WFP

·       قدم المجلس النرويجي للاجئين الدعم لأكثر من 1.14 مليون شخص في جميع ولايات السودان منذ بداية العام، سواء بشكل مباشر أو من خلال الشركاء والمستجيبين المحليين.

·       لدى المجلس النرويجي للاجئين أكثر من 43 شريكًا وطنيًا، ويدعم مجموعات الاستجابة المحلية في جميع أنحاء البلاد.

·       تتوفر مقاطع فيديو وصور من زيارة إيغلاند للسودان للاستخدام المجاني هنا.


للمزيد من المعلومات أو لترتيب مقابلة، يُرجى التواصل مع:

·       كارل شمبري، مستشار الإعلام الإقليميkarl.schembri@nrc.no  +254 741 664562

·       الخط الساخن للإعلام العالمي الخاص بالمجلس النرويجي للاجئينmedia@nrc.no

+47 905 62 329