العراق: الجفاف يقلّص المحاصيل الموسميّة وإمدادات المياه والغذاء

Published 18. Nov 2024

حذّر المجلس النرويجي للاجئين في تقريرٍ جديد من أن درجات الحرارة الشّديدة وفترات الجفاف الطّويلة أجبرت واحدةً من كل عائلتين عراقيتين على زراعة مساحةٍ أقل من الأراضي أو استخدام كمّيات أقل من المياه خلال الموسم الزراعي لعام 2024، مما أدّى إلى تفاقم أزمة الجفاف الشديدة في البلاد.

مع انعقاد قمة المناخ COP 29 في أذربيجان، تم الكشف عن تأثير تغيّر المناخ على الأسر العراقيّة في تقرير جديد صادر عن المجلس النرويجي للاجئين. قام المجلس برصد أنماط الجفاف في المجتمعات الزراعية في العراق على مدى السنوات الأربع الماضية. يدرس التّقرير الجديد أوضاع الأسر الزراعيّة النّازحة والعائدة في جميع أنحاء العراق لفهمِ تأثير تغير المناخ على التقلّبات التي شهدها المحصول ومستوى الدّخل الخاص بهم، وقدرة النّاس على التّعافي من سنوات الصّراع وعدم الاستقرار الاقتصادي.

ومن الأسَر النازحة التي شملها المسح، أفاد 59 في المائة منها بأنها اضطرت إلى خفض نفقاتها الغذائية، لأن انخفاض المدخلات الزراعية أدّى إلى انخفاض دخلها وأمنها الغذائي. وأفادت ثلاث من كل أربع أُسَر عن توتّرات مجتمعيّة بشأن التّنافس على الموارد المائيّة.

وقالت سو كلارك، مديرة مكتب المجلس النرويجي للاجئين في العراق "إننا نسمع للسنة الرّابعة على التّوالي قصصًا عن تقويض ظروف الجفاف الشديدة لقدرة العراقيين على زراعة أراضيهم".

"يحدث هذا على خلفيّة النزوح المطوّل وسوء الإدارة المزمن للموارد المائيّة. وقد أدّى تغيّر المناخ إلى تفاقم الدّمار الذي خلّفته سنوات من الصراع. يجب على أكبر الملوِّثين في العالم، وهم كذلك الأغنى، أن يتقاسموا المسؤولية الجماعية للاستثمار في مشاريع تحويليّة تعزز صمود المناخ في بلدان مثل العراق".

في عام 2023، أبلغ العراق عن انخفاض مردود ثمانية محاصيل من أصل عشرة، بما في ذلك الخضروات والبقوليات. لم يعد الإنتاج الزراعي في البلاد قادرًا على تلبية متطلّبات سوق الأغذية الوطني أو تأمين الاحتياجات الاستهلاكيّة للسكان.

كما عانت البنية التحتيّة للمياه في العراق بشكل كبير بعد عقدين من الصراع، فهي ما تزال غير مجهزة بشكلٍ كافٍ للتّعامل مع التحديات الحاليّة والمستقبليّة، وقد باتت أساليب الري في البلاد قديمةً حيث ما زال قرابة 70 في المئة من المزارعين يعتمدون على الرّي بالغمر رغم النقص الحادّ في المياه. ويكشف تقرير المجلس النرويجي للاجئين أيضًا أن الضغوط الناجمة عن المناخ تعيق عودة الأسر النازحة إلى مناطقها الأصلية.

وأضافت كلارك "لقد حان الوقت لكي يتلقّى العراق الدّعم الذي يحتاجه بشكل عاجل لاتّخاذ الخطوة الأولى نحو عكس اتجاه سنواتٍ من تداعيات المناخ. ويشمل ذلك تمويل المشاريع التي تستهدف إعادة بناء الزراعة في المناطق المتأثرة بالنزاع، وإصلاح إدارة الموارد المائية".

قال عثمان، وهو أحد المزارعين النّازحين من محافظة نينوى "إلى أين يجب أن نذهب؟ الأرض التي زرعها أسلافي لأجيال باتت قاحلة، وأولئك الذين عادوا يقولون لنا إنهم يعانون كل يوم. الحياة صعبة هنا، لكن الواقع في الوطن أصعب".

يدعو المجلس النرويجي للاجئين رئاسة مؤتمر الأطراف 29 المنعقد في أذربيجان والأطراف وصانعي القرار الآخرين إلى ضمان وصول التمويل الخاص بالتكيف مع تغيّر المناخ إلى المجتمعات المتأثرة بالنزوح في البيئات الهشة والمتأثرة بالنزاعات.

ملاحظات للمحررين:

• لتحميل التقرير الكامل بعنوان: "تربة متشققة ومحاصيل متضائلة: أثر الجفاف على النازحين والعائدين العراقيين"، اضغط على هذا الرابط.

• للسنة الرابعة، قام المجلس النرويجي للاجئين بتقييم العلاقة بين المناخ والنزوح في العراق بالنّظر إلى أربعة مواضيع عريضة وهي: الأمن المائي والحوكمة، والدّخل والافتقار إلى الأمن الغذائي، والتوتّر الاجتماعي، والجفاف والنّزوح.

• أجرى المجلس النرويجي للاجئين مسحًا لما بعد الحصاد بين شهري تموز وآب في أربع محافظات - الأنبار وكركوك ونينوى وصلاح الدين - لفهم تأثير تغيّر المناخ على غلّة المحاصيل الأساسية والمحاصيل التجارية.

• استهدف المسح 297 أسرة عراقية عادت إلى مناطقها الأصلية بعد نزوحها بسبب النزاع، وقدم فكرة جيدة حول تعافي الدخل وسبل العيش في مناطق العودة بعد انتهاء الصراع.

• وأجري استطلاع ثانٍ في الأنبار ونينوى وصلاح الدين ودهوك شارك فيه 419 مشاركًا. وقد نزح 95 في المئة من المستجيبين مرةً واحدةً على الأقل في السنوات الثلاث الماضية، وأفاد 1 من كل 3 أشخاص بأنهم نازحون حاليًا. قارن المسح كيف يؤثر تغير المناخ على التقدم نحو الاعتماد على الذات بين العراقيين الذين عادوا والذين ما زالوا نازحين.

النتائج الرئيسية:

تأثير تغير المناخ على العراقيين النازحين سابقًا الذين عادوا إلى مناطقهم الأصلية في الأنبار وكركوك ونينوى وصلاح الدين:

• أُجبرت أسرة من كل أسرتين على زراعة مساحة أقل من الأراضي أو استخدام كميات أقل من المياه خلال الموسم الزراعي لعام 2024.

• اضطرت 30 في المئة من الأسر إلى الاقتراض لتغطية النفقات الأساسية خلال أشهر الصيف. وأفاد 15 في المئة منهم بأنهم اضطروا إلى خفض الإنفاق على الرّعاية الصحية والتّعليم، واضطر 8 في المئة إلى إنفاق مدخراتهم.

• واضطر 5 في المئة من العائدين إلى الانتقال بسبب الظروف الشبيهة بالجفاف في عام 2024، مقارنةً بـ 11 في المئة العام الماضي.

تأثير تغير المناخ على العراقيين النازحين حاليًا في الأنبار ونينوى وصلاح الدين ودهوك:

• 1 من كل 5 أسر عراقية في المواقع غير الرسمية لا تحصل على المياه النّظيفة.

• وأبلغت 3 من كل 4 أسر عن توتّرات مجتمعية بشأن تقاسم الموارد المائية، وأفادت 44 في المائة من الأسر بأن السلطات المحلية تمنع مجموعات معيّنة من الحصول على المياه.

• واضطر 62 في المئة من الأسر إلى اقتراض المال لتغطية النفقات الأساسية خلال أشهر الصيف، وأفادت 59 في المئة من الأسر بأنها اضطرت إلى خفض الإنفاق على الغذاء.

• يربط 80 في المئة من العراقيين النازحين حاليًا عودتهم بقدرتهم على الزراعة. ويتخذ 93 في المائة منهم حاليًا قرارات بالبقاء أو الانتقال أو العودة استنادًا إلى معلومات عن الموارد في مناطقهم الأصلية.

لمزيد من المعلومات أو لترتيب مقابلة، يرجى التواصل مع:

• أحمد بيرم، المستشار الإعلامي الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: ahmed.bayram@nrc.no، +962 790 160 147