وبينما تدفع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة المدنيين إلى الاقتراب من الحدود الجنوبية، يتزايد احتمال الترحيل الجماعي للفلسطينيين إلى مصر. ويشكل هذا المصير مصدراً للقلق في أعقاب التقارير الإعلامية الأخيرة والتصريحات الواضحة للمسؤولين الإسرائيليين التي تؤيد هذا الترحيل دون أي مبرر ودون توافر سكن مناسب في أماكن اللجوء أو ضمانات عودة الفلسطينيين إلى منازلهم بعد انتهاء الأعمال العدائية.
وقال يان إيجلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: "إن الترحيل القسري لعدد كبير من السكان عبر الحدود دون أي ضمانات للعودة سيشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، لا بل إنه يرقى إلى مستوى "جريمة فظيعة".
"إن الضغط من أجل ترحيل مئات الآلاف بشكل لا يضمن عودتهم يقوّض بشكل مباشر أي فرص لحل لهذا الصراع بعد عقود من أزمة اللاجئين. على المجتمع الدولي أن يدين بشكل قاطع أي تهجير قسري للفلسطينيين، سواء كان ذلك داخل قطاع غزة أو خارجه".
"كل دولة ملزمة بمنع جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية – حيث يشكل كل منها "جرائم فظيعة". ونحث جميع الدول على الاعتراف بواجبها والوفاء به لتجنب هذه الجرائم وأي أعمال قد تحرض عليها، وذلك باستخدام التدابير المناسبة والضرورية."
"في هذه اللحظة الحرجة، على المجتمع الدولي أن يتحد ويضغط من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأن يستخدم جميع التدابير الدبلوماسية والإنسانية والسلمية لحماية جميع المدنيين من الجرائم الوحشية المحتملة."
إن التدمير الإسرائيلي الواسع النطاق للمنازل والبنية التحتية المدنية، إلى جانب القصف والحصار المستمرين، جعل غزة غير صالحة للعيش وهدّد بدفع السكان إلى النزوح القسري والمطوّل عبر الحدود، مع احتمالات ضئيلة للعودة إلى الوطن.
هناك 1.9 مليون فلسطيني نازح في غزة – أي أكثر من 80% من السكان. وقد أدى القصف الإسرائيلي العشوائي على قطاع غزة إلى إلحاق أضرار بأكثر من 250,000 وحدة سكنية، بالإضافة إلى تدمير 50,000 وحدة إضافية بالكامل. ونتيجة لذلك، يفتقر أكثر من مليون شخص في غزة إلى منزل آمن للعودة إليه.
وفي الأيام الأخيرة، أصدرت إسرائيل أوامر إعادة توطين إضافية مبنية على ادعاءات تتعلق بالسلامة وسط قصف مكثف في جنوب غزة شمل المناطق التي صدرت فيها أوامر لنقل السكان. وقد أجبر ذلك الفلسطينيين على العيش في مساحات صغيرة مكتظة حيث أقاموا خياماً مؤقتة بينما يواصلون معاناتهم مع تفاقم المجاعة وزيادة أمراض الجهاز التنفسي والأمراض المنقولة بالمياه. خلال أشهر الشتاء هذه، سيواجه الأفراد الذين أمضوا أسابيع في الشوارع معاناة متافقمة.
لقد انهارت الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم وأنظمة الحماية. ويكافح فريق المجلس النرويجي للاجئين على الأرض لتقديم مساعدات إنسانية رغم الصعوبات، حيث تم تهجير عائلاتهم قسرياً أربع أو خمس مرات منذ فرارهم من منازلهم في الشمال بأوامر إسرائيلية.
وأضاف إيجلاند "عوضاً عن إجبار الناس على مغادرة الحدود، يجب على جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الجماعات الفلسطينية المسلحة وإسرائيل، أن توقف الأعمال العدائية فوراً. كما يجب على إسرائيل على وجه الخصوص السماح لسكان غزة بالعودة إلى منازلهم وتقديم تعويضات عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمناطق المدنية في غزة".
ويشدد المجلس النرويجي للاجئين على أن السلام هو الحل الوحيد القابل للتطبيق لإنقاذ المدنيين في غزة وإسرائيل. إن وقف إطلاق النار المستمر وتطبيق شروط الهدنة المتفق عليها بشكل متبادل أمر ضروري لإنهاء هذه المعاناة ولتمكين عمال الإغاثة من تقديم المساعدة العاجلة.