إغلاق مطار صنعاء يُحرم آلاف المرضى من الحصول على الرعاية الصحية في الخارج

Published 05. Aug 2021
  أدى إغلاق مطار صنعاء للعام الخامس على التوالي إلى تقطع السبل بما لا يقل عن 32,000 مريض يمني مصابون بأمراض خطيرة ويحتاجون إلى العلاج المنقذ للحياة في الخارج منذ إنطلاق الرحلات الطبية الأولى والوحيدة في فبراير من العام الماضي.
 
قال المجلس النرويجي للاجئين ومنظمة كير اليوم إن خمس سنوات من القيود المفروضة على المجال الجوي اليمني من قبل التحالف الذي تقوده السعودية تمنع آلاف المدنيين اليمنيين المرضى من الحصول على العلاج الطبي العاجل خارج البلاد.
 
كما تسبب إغلاق المطار في خسائر إقتصادية تقدر بالمليارات على مدى السنوات الخمس الماضية، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي اصلًا في البلاد. "وضعهم يشبه حالة رهينة إستمرت لمدة خمس سنوات،" قال القائم بأعمال مدير المجلس النرويجي للاجئين إسحاق أوكو. "المرضى في اليمن محاصرون حتى عند وجود طريقة لإنقاذهم. لقد كانت السنوات الخمس الماضية بمثابة عقوبة الإعدام بالنسبة لآلاف المرضى اليمنيين الذين يحتاجون بشكل عاجل إلى علاج طبي في الخارج. لمدة خمس سنوات، حُرم اليمنيون من حقهم في السفر إلى الخارج لطلب الرعاية الطبية، أو ممارسة الأعمال التجارية، أو العمل، أو الدراسة، أو زيارة الأسرة. آلاف اليمنيين الذين يعيشون خارج البلاد تقطعت بهم السبل أو يواجهون صعوبات في زيارة أوطانهم."
 
في 9 أغسطس 2016، فرض التحالف الذي تقوده السعودية قيوداً على المجال الجوي اليمني مما أدى إلى إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات الجوية التجارية، وحبس ملايين اليمنيين في منطقة حرب ومُنعت حرية حركة البضائع الإنسانية والتجارية من الدخول عبر المطار. بعد خمس سنوات، لم يُفتح المطار بعد ونتيجة لذلك توفي آلاف اليمنيين الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السرطان، والكلى، والكبد، وأمراض الدم أثناء انتظار العلاج غير المتاح في اليمن.
 
"المطار بجوار منزلي ويستغرق الوصول إلى بوابة المطار خمس دقائق. مات ابني بالرغم أننا نعيش بالقرب من بوابة مطار صنعاء،" قال محمود يحيى علي، الذي فقد ابنه بسبب السرطان. لم يتمكن محمود من الحصول على الرعاية الصحية المناسبة في اليمن ولم يتمكن من السفر للخارج لتلقي الرعاية الطبية بسبب إغلاق المطار. لدى محمود طفل أخر مصاب بسرطان وهو بحاجة ملحة إلى العلاج والرعاية الطبية في الخارج.
 
كما سبب إغلاق المطار في إيقاف شبه كامل للشحنات التجارية مثل الأدوية، والإمدادات الطبية والمعدات القادمة إلى البلاد. ومع استمرار القيود المفروضة على ميناء الحديدة، أدى ذلك إلى مضاعفة أسعار بعض الأدوية، بشكل يجعل معظم الناس غير قادرين على تحمل تكاليفها مما يساهم بشكل أكبر في تدهور النظام الصحي في اليمن الذي أَهلك بالفعل بسبب النزاع.
 
"ندعو التحالف الذي تقوده السعودية والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وأنصار الله لجعل حياة المدنيين اليمنيين أولوية وذلك بالموافقة على إعادة فتح المطار،" قال آرون برنت، المدير القطري لمنظمة كير في اليمن. "يجب عليهم إعادة فتح المطار أمام الرحلات الجوية التجارية لمساعدتنا في تخفيف الكارثة الإنسانية الناجمة عن الإغلاق."
 

ملاحظات للمحرر

  • في فبراير من العام الماضي، تم نقل 28 مريضاً عبر مطار صنعاء على متن رحلات الرحمة الطبية لتلقي العلاج العاجل. وبحسب اللجنة العليا للإغاثة الطبية التابعة لوزارة الصحة في صنعاء ، لم يحالف الحظ قرابة 32 ألفاً آخرين كانوا على قائمة الانتظار. وأغلقت بوابات مطار صنعاء منذ تلك الفرصة الوحيدة، مما تركهم مرة أخرى دون خيارات.

  • قبل إندلاع الحرب، كان مطار صنعاء هو المطار الدولي الرئيسي في اليمن، الذي يربط البلاد بوجهات دولية أخرى. إعتاد اقتصاد الدولة الاستفادة من الدخل الناتج عن المسافرين عبر المطار. كان يسافر حوالي 80 في المائة من الركاب المحليين والدوليين عبر مطار صنعاء. وبحسب هيئة الطيران المدني ووزارة النقل بصنعاء فقد أدى إغلاق المطار إلى خسائر اقتصادية تجاوزت 5 مليارات دولار أمريكي على مدى السنوات الخمس الماضية. العديد من الأشخاص الذين تم توظيفهم لإدارة المطار وإدارة البضائع التجارية والإنسانية التي تأتي عبر المطار فقدوا وظائفهم.

  • مطار صنعاء، الذي أصبح الآن محطة أشباح، كان يستضيف في السابق ما يصل إلى 6,000 مسافر في اليوم، وأكثر من 2 مليون مسافر كل عام.

  • الإغلاق المستمر يلحق الأذى بالمدنيين بشكل غير متناسب، لذلك فهو ينتهك قوانين الحرب وفقاً لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2451، يتم دعوة الأطراف المتحاربة على العمل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لإعادة فتح وتشغيل آمن لمطار صنعاء للرحلات التجارية ولكن لم يتم إحراز تقدم حتى الآن بسبب الخلافات بين أطراف النزاع بشأن شروط إعادة فتح مطار صنعاء.

  • اليمن الآن في عامه السادس من الصراع. تقدر الأمم المتحدة أن ما يقرب من ربع مليون شخص قد لقوا مصرعهم إما بشكل مباشر أو غير مباشر مما كان له تأثير كارثي على الاقتصاد اليمني وأدى إلى مستويات قياسية من سوء التغذية بين الأطفال وكذلك الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة. الخدمات الأساسية غير موجودة، ويحتاج أكثر من 20 مليون شخص - ثلثا السكان - إلى المساعدة الإنسانية.
نزح أكثر من 4 ملايين شخص من منازلهم، 75 في المائة منهم على الأقل من النساء والأطفال، وقد أُجبر الكثير منهم على الفرار أكثر من مرة. منذ بداية هذا العام، نزح أكثر من 40,000 شخص مع استمرار القتال في المحافظات الأكثر تضررا مأرب والحديدة وتعز.
 

مواد إعلامية خاصة بالمجلس النرويجي للاجئين ومنظمة كير للاستخدام والتوزيع:

لمزيد من المعلومات أو لإجراء مقابلات، يرجى التواصل مع

  • شربل ديسي، منسق الاتصال في الشرق الاوسط لدى المجلس النرويجي للاجئين، sherbel.dissi@nrc.no، هاتف: ٠٠٩٦٢٧٩١٤٨٦٢١٨