لم يعد هناك ملاذاً: تفاقم الوضع الإنساني في غزة

Published 06. Aug 2024

شهادات ميدانية من حسن مراجع، مستشار الوصول الإقليمي للمجلس النرويجي للاجئين، حول آخر تفاصيل الوضع الإنساني في دير البلح، 6 آب 2024.

" لا تزال هنالك حالة من عدم اليقين تسود على سكّان غزة وذلك لعدم قدرتهم على التنبؤ بما سيحدث، سواء كان ذلك بسبب حالات النزوح المتكرّرة أو اخطارات النقل القسري أو احتمال التصعيد الاقليمي في المنطقة. كل هذه العوامل تساهم لزيادة الضغط النفسي الى جانب الصعوبات التي يواجهها السكّان بسبب نقص الغذاء والماء وعدم القدرة على توفير المأوى لأسرهم."

"يُشكل إحراز التوازن بين ضرورة العمل والسلامة الشخصية للعاملين الإنسانيّين تحدٍ هائل في منطقة محفوفة بالمخاطر. يتساءل الجميع هنا عن احتمال حصول موجة أخرى من عمليات النقل القسري وكيف سيؤثر ذلك على منطقة دير البلح حيث تتركز فرق الإغاثة ونسبة كبيرة من النازحين. إن حصل ذلك، فسيكون السؤال حينها: "ماذا يمكننا أن نفعل؟"

"في غزة، لم يعد هنالك بقعة ينزح إليها الناس ليمكثوا بها، كما أنهم لا يمتلكون خيار الفرار إلى أي مكانٍ يوفّر لهم مأوى آمن. لا تصلح الشوارع للسكن، فهي مزدحمة بالنازحين الذين يستعينون بأي شيء يمكن تحويله إلى سقف فوق رؤوسهم، حتى إن كان ذلك في مبنىً متضررٍ تملؤه الثقوب ويسود حوله الدمار. من الصادم حقاً رؤية الناس يعيشون على أنقاض المنازل، لكن هذه هي حقيقة الأمر في غزة، لأنه لا يوجد خيار آخر. لا توجد مساحات مفتوحة حتى لإقامة خيمة، ولا توجد أصلاً خيامٌ يمكن نصبَها."

"فيما يخص المساعدات الإنسانية، فهي ما تزال ضئيلة ولا تلبّي أكثر من جزء بسيط من الاحتياجات الماسّة للسكان. هنالك نقص في مياه الشرب ومياه الاستخدام المنزلي والغذاء والدواء. اضطررنا إلى استئجار عربة يجرّها حمار لننقل بعض مستلزمات النظافة، وهذا مجرد مثال واحد على الجهود المضنية التي تبذلها فرقنا الإغاثية ليتمكن الناس من الحصول على بعض المساعدة."

"علاوةً على ذلك، نواجه تحديات بيروقراطية عديدة عند المحاولة لإدخال المساعدات الأساسية حيث لا تزال القيود الإسرائيلية وهشاشة النظم القانونية تعيق وصول المساعدات. كما لا تزال سيولة النقود محدودة للغاية، حيث نواجه صعوبات جمّة في إتمام عمليات الدفع للبائعين المحليّين ونحاول العمل مع أولئك الذين يقبلون التعامل بنظام الحوالات المصرفية."

"إننا بحاجة إلى إجراءٍ جماعي أقوى من قِبل العالم لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، وتوفير الحماية للناس حيثما يكونون. يجب أن يتمكن الناس من عيش حياتهم وأن يكونوا قادرين على إعالة أسرهم."

"لا بدّ للأعمال العدائية أن تنتهي. ولا بدّ من وقف دائم لإطلاق نار. كما لا بدّ من السماح بتدفق السلع الإنسانية والتجارية لخفض الأسعار المرتفعة للغاية ودعم الناس في رحلة تعافيهم".

آخر المستجدات من فرق المجلس النرويجي للاجئين في غزة:

• يقدّر فريق السلامة التابع للمجلس النرويجي للاجئين أن أوامر النقل الأخيرة أدت إلى تقليص حجم "المناطق الإنسانية" التي حددتها إسرائيل من جانب واحد في غزة من 20 في المائة إلى 14.5 في المائة. وقد طالت الأوامر المناطق الشرقية من خان يونس في 22 يوليو/تموز، والمناطق الجنوبية من خان يونس في 27 يوليو/تموز، ومعظم البريج والمناطق الشرقية من النصيرات في المنطقة الوسطى في 28 يوليو/تموز. وقدرت الأمم المتحدة أن 86% من غزة كانت خاضعة لأوامر إعادة التوطين التي أصدرتها إسرائيل. وفي أعقاب هذا التقدير، أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر إعادة توطين جديدة في جنوب خان يونس في 5 أغسطس/آب، مما أدى إلى تقليص "المناطق الإنسانية" بشكل أكبر.

• يقدّر الشركاء الإنسانيون على الأرض أن أكثر من 200 ألف شخص نزحوا من خان يونس ودير البلح في الفترة من 22 إلى 28 يوليو/تموز في أعقاب أوامر إعادة التوطين الإسرائيلية الأخيرة.

• أفادت الأمم المتحدة أنه منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح في مايو/أيار، انخفض حجم شاحنات المساعدات (باستثناء الوقود) التي تدخل غزة من متوسط يومي بلغ 169 شاحنة في أبريل/نيسان إلى 75 شاحنة في يوليو/تموز ــ وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 56%.

• لم يتمكن المجلس النرويجي للاجئين من نقل المساعدات من نقاط العبور إلى مخازنه في غزة منذ 3 مايو/أيار ــ وهي فترة ثلاثة أشهر ــ ويقدر عدد الطبليات التي تحتوي على المساعدات التي تقطعت بها السبل في معبر كرم أبو سالم بنحو 488 طبلية. وفي 3 أغسطس/آب، نقلت مجموعة اللوجستيات بعض مواد الإغاثة التابعة للمجلس النرويجي للاجئين إلى مخازنها.

• لا تزال أزمة السيولة في غزة تعيق العمليات الإنسانية وتؤثر على المجتمع المدني.

استجابة المجلس النرويجي للاجئين في الفترة من 19 يوليو/تموز إلى 1 أغسطس/آب:

• من بين الأنشطة الأخرى، قدم المجلس النرويجي للاجئين مياه شرب آمنة لـ 43000 نازح كل يوم، بما في ذلك في 10 مواقع مؤقتة في دير البلح، على الرغم من القيود الأمنية. واستجاب المجلس النرويجي للاجئين للنزوح الجديد من مدينة غزة وخان يونس بتوزيع 32 خيمة ومجموعات من المواد غير الغذائية، و147 مجموعة من أدوات النظافة، و368 مجموعة من أدوات المطبخ.

• قدم فريق التعليم التابع للمجلس النرويجي للاجئين الدعم النفسي والاجتماعي لـ 1800 طفل في أربعة مواقع مؤقتة في دير البلح. المحتوى المتعدد الوسائط: • يمكن تنزيل الصور ومقاطع الفيديو من غزة للاستخدام المجاني هنا.