صنعاء، 07 ديسمبر 2023 – أعربت اثنين و عشرون منظمة إنسانية في اليمن اليوم عن قلقها العميق بشأن إعلان برنامج الأغذية العالمي الأخير عن "إيقاف مؤقت" لبرنامج المساعدات الغذائية العامة، والذي سيؤثر على 9.5 مليون شخص يعانون من تحديات تخص الأمن الغذائي في شمال اليمن.
وبحسب ما ورد، يأتي تعليق المساعدات الغذائية كنتيجة لتعثر المفاوضات بين أنصار الله وبرنامج الغذاء العالمي للتوصل إلى اتفاق بشأن تخفيض المساعدات الغذائية، والتي استمرت منذ ما يقرب من عام. وقد أدى تخفيض التمويل الإنساني العالمي إلى إجبار المنظمات إلى إعادة تقييم أهدافها للوصول إلى الفئات الأكثر ضعفاً. ونظرًا لتعطيل سلاسل الإمدادات الغذائية بسبب هذا التوقف المؤقت، سيستغرق الأمر أربعة أشهر على الأقل لاستئناف المساعدات الغذائية، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق.
سيؤدي قرار وقف المساعدات الغذائية المؤقت إلى تفاقم الوضع الإنساني الحرج، مما يؤثر بشكل كبير على الفئات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن، والذي سيؤدي بدوره إلى زيادة نسب سوء التغذية وتدهور الظروف الصحية وزيادة الضغوط الاقتصادية على هذه العائلات، وربما يؤدي إلى تأجيج الاضطرابات الاجتماعية والصراعات.
وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، يوجد حالياً 17 مليون شخص - أكثر من نصف سكان اليمن – يعانون من انعدام الأمن الغذائي وفق تصنيفات الأزمات والطوارئ (التصنيف المرحلي المتكامل 3 و4)، بما في ذلك 2.2 مليون طفل و1.3 مليون امرأة حامل ومرضعة يعانون من سوء التغذية. تشكل المساعدات الغذائية عاملاً حاسماُ لتجنب الكارثة في اليمن، حيث يوجد ما يقدر بنحو 6.1 مليون شخص على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة.
وحتى قبل الإعلان عن التعليق، أدت الفجوات في إيصال السلل الغذائية من برنامج المساعدات الغذائية إلى الحد من القدرة على تلبية احتياجات المجتمعات الضعيفة بشكل كامل. في أكتوبر/تشرين الأول، أخبرنا محمد، وهو رجل مسن لديه 10 أفراد من الأسرة ولا دخل له، عن التأثير السلبي لتأخر المساعدات الغذائية. تعد عائلة محمد من بين 4.5 مليون يمني نازح داخليًا، وقد مرت ثلاثة أشهر منذ آخر مرة تلقوا فيها مساعدات غذائية. ونتيجة لذلك، اضطر لبيع بعض الأثاث الذي بقي لديه في منزله من أجل تأمين الغذاء له ولأسرته.
كمثال، في إحدى مديريات محافظة عمران، تلقت 12,270 أسرة (85,890 شخصًا) سلتين غذائيتين فقط حتى الآن في هذا العام، مقارنة مع ستة سلال كان من المتوقع أن يحصلوا عليها كحد أدنى بناءً على احتياجاتهم. لقد بات تخفيض عدد وجبات الطعام اليومية ممارسة شائعة لدى الكثير من العائلات، مما زاد من خطر اللجوء إلى آليات التكيف السلبية دائمة الأثر، مثل إخراج الأطفال من المدارس لزجهم في سوق العمل والزواج المبكر، وكلاهما يتزايد بسرعة.
"بعد سنوات من الصراع والتدهور الاقتصادي، أصبحت المساعدات الغذائية شريان حياة لملايين اليمنيين، وتعليق هذه المساعدات سيؤدي حتما الى سيناريو كارثي. نحن نتفهم مخاوف الشعب اليمني المتضرر، ونقف متضامنين معهم. إن العاملين في المنظمات الإنسانية يبذلون كل ما في وسعهم لتخفيف معاناة المتضررين بالإضافة إلى مواصلة الدعوة إلى إعادة تقديم المساعدة الغذائية وفقا للمبادئ العامة لهذه المنظمات". حسب تعبير القائمين على المنظمات الإنسانية الموقعة أدناه.
ومن أجل منع حدوث أزمة غذائية كارثية في اليمن، فإننا نطالب وبشكل عاجل:
- برنامج الأغذية العالمي وأنصار الله للتوصل إلى اتفاق يسمح باستئناف المساعدات الغذائية المبدئية للمجتمعات الأكثر ضعفاً في اليمن. وكلما تم التوصل إلى اتفاق بشكل أسرع، كلما زادت احتمالية تجنب خطر عودة ظروف المجاعة إلى اليمن.
- المجتمع الدولي والجهات المانحة بتوفير موارد إضافية بشكل عاجل للتخفيف من تأثير التعليق، وبالأخص من خلال توسيع نطاق المساعدات الغذائية والصحية والنقدية.
- الجهات المانحة توفير التمويل لبناء القدرة على الصمود وبرامج التنمية لتمكين المجتمعات من التعافي من تأثير الحرب والتدهور الاقتصادي، مع ضمان عدم ترك أي من المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية بدون دعم.
إن المنظمات الإنسانية في اليمن تعمل بشكل مستقل عن أي أجندات سياسية أو حكومية. ينصب تركيزنا الوحيد على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. لقد لعبنا وسنستمر في لعب دور حاسم في معالجة الأزمة المستمرة، مع إعطاء الأولوية دائمًا لاحتياجات المجتمعات التي نخدمها.
وفي حين أن هذه التطورات مثيرة للقلق الشديد، نؤكد هنا أننا ندرك تماما حجم التحديات المقبلة ونؤكد من جديد التزامنا ببذل كل ما في وسعنا للتخفيف من هذه الآثار ونحث جميع الأطراف على التوصل إلى حل حتى نتمكن من استئناف تقديم المساعدات الغذائية لمن هم بأمس الحاجة لها، و لتمكيننا من العمل على تلبية احتياجات المجتمع اليمني.
وقعتها المنظمات الغير حكومية التالية في اليمن:
Accept International Yemen
Acted
ADRA
CARE
Danish Refugee Council (DRC)
Diakonie Katastrophenhilfe
Dorcas
Humanity & Inclusion - Handicap International
International Medical Corps (IMC)
International Rescue Committee
INTERSOS
Islamic Relief
Mariestopes International Yemen (MSIY)
Médecins due Monde (MdM)
Muslim Hands
Norwegian Refugee Council
OXFAM
Qatar Charity
Relief International
Save the Children
Vision Hope International
ZOA