تصاعدت الحملة الأمنية العنيفة ضد المهاجرين واللاجئين في ليبيا، حيث قُتل ستة على الأقل بالرصاص بعد فرار المئات من مركز احتجاز رئيسي في طرابلس في 8 تشرين الأول.
بينما أصيب ما لا يقل عن سبعة أشخاص بجروح خطيرة هددت حياتهم واحتاجوا على إثرها إلى رعاية طبية فورية. يُعدّ المهاجرون واللاجئون الجرحى من بين آلاف الذين احتجزتهم السلطات الليبية في حملة قمع غير مسبوقة ضاعفت العدد الإجمالي للمهاجرين واللاجئين المحتجزين إلى نحو 10 آلاف شخص في غضون أسبوع.
"إن المهاجرين واللاجئين في ليبيا لم يكونوا أكثر يأسًا مما هم عليه الآن". يقول داكس روك، مدير المجلس النرويجي للاجئين في ليبيا، "إنهم يطالبون بحق الحماية من المجتمع الدولي، والذي عليه التدخل فورًا."
يقوم مجلس اللاجئين النرويجي بتوسيع نطاق المساعدة الطارئة وتوفير الحماية من خلال إرسال فرق للتفاوض لمنع هؤلاء الأفراد المستضعفين، وبالأخص المصابين منهم، من التعرض للاحتجاز مجددًا. ارتفع عدد مكالمات المناشدة للمساعدة عبر الخط الساخن الذي يديره المجلس النرويجي للاجئين في الأيام الأخيرة، مع مكالمات لا حصر لها من مهاجرين ولاجئين يخبروننا أنه ليس لديهم مكان يلجؤون إليه. حيث طالبت معظم المكالمات الواردة من المهاجرين واللاجئين بالمساعدة في العثور على مأوى بسبب الخوف من الاعتقال، بالإضافة إلى والحصول على الدعم لإعادة التوطين في بلد آمن.
بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في بلدة قرقريش، حيث بدأت الحملة منذ أكثر من أسبوع، قامت السلطات بإغلاق الطريق لمنازلهم. اتصل بنا أمس رجل وأخبرنا أنه أصيب برصاصة أثناء محاولته طلب المساعدة، واضطر إلى البحث عن ملجأ في مسجد قريب. تم تجاهل هذا الواقع الجديد المرعب للمهاجرين واللاجئين من قبل المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الأوروبية التي دعمت السلطات الليبية.
يدعو المجلس النرويجي للاجئين المجتمع الدولي ليس بالمطالبة بالإفراج عن المحتجزين مؤخرًا فقط، وإنما إإيوائهم بمجرد خروجهم أيضاً. حيث أن استئناف رحلات الإجلاء وإعادة التوطين خارج البلاد واجبة فوراً. في الأشهر الأخيرة، رأينا عشرات الدول تعيد فتح السفارات وتعيد إقامة العلاقات الدبلوماسية مع السلطات الليبية بعد سنوات من الصراع وعدم الاستقرار.نحث هذه الحكومات على الضغط من أجل حماية الأشخاص الذين هم في أمسّ الحاجة إلى دعم." يقول داكس روك.
ومن المقرر أن تستضيف فرنسا الشهر المقبل مؤتمراً دوليًا خاصا في ليبيا قبيل الانتخابات المقررة في البلاد، من المتوقع أن يركز المؤتمر على العملية السياسية في ليبيا. إلا أن الأحداث في الأسابيع الأخيرة تظهر أهمية مسألة حماية المهاجرين واللاجئين في ليبيا الذي لم يعد من الممكن تجاهلها خلال هذه المناقشات.
يقول داكس روكي: "يجب على المجتمع الدولي الاعتراف بدورهم في تأجيج الأزمة الأخيرة في ليبيا وضمان التزام السلطات الليبية بوضع حد للعنف ضد المهاجرين واللاجئين في البلاد".