وقالت أنجيليتا كاريدا، المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس النرويجي للاجئين "سيحوّل توسع الأعمال العدائية محافظة رفح إلى منطقة لإراقة الدماء والدمار لا يمكن للناس الهروب منها، خاصة أنه لم يبق أمامهم مكان يفرون إليه. في ظل الظروف الإنسانية الكارثية أصلاً، فإن أي عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق ستؤدي إلى المزيد من الخسائر في أرواح المدنيين. يعاني عمال الإغاثة من انعدام الأمن ونقص المساعدات منذ أشهر. ستعيق الهجمات الدعم الحيوي الذي تقدمه الطواقم الإنسانية، من غذاء وماء ومأوى، هذا إن لم نشهد توقف كامل لتلك المساعدات."
تعدّ محافظة رفح البالغة مساحتها 63 كيلومترًا مربعًا أكثر المحافظات اكتظاظًا بالسكان في قطاع غزة، بمتوسط كثافة يفوق 22,200 نسمة لكل كيلومتر مربع، أي ما يعادل خمسة أضعاف مستويات ما قبل النزاع. إن زيادة الوصول إلى المساعدات الحيوية أمر بالغ الأهمية بالنسبة لـ 1.4 مليون فلسطيني في المنطقة، أو ما يعادل ثلثي سكان غزة. سيكون لأي تدهور إضافي في الأوضاع الإنسانية في رفح تداعيات كارثية مع تفاقم لمرض والجوع بين السكان النازحين.
كشف تقييم أجراه المجلس النرويجي للاجئين لتسعة ملاجئ تستضيف 27,400 مدني في رفح أنه ليس هنالك مياه للشرب أو حمامات أو مستلزمات النظافة الشخصية. كما تجاوزت الملاجئ الطاقة الاستيعابية بنسبة 150%، حيث أمضى مئات النازحين فترة الليل في الشوارع. بالنسبة للأمراض، سُجّلت حالات التهاب الكبد (أ)، والتهاب المعدة والأمعاء، والإسهال، والجدري، والقمل، والأنفلونزا، في كل موقع تم تقييمه.
وقد صنفت إسرائيل في البداية بعض مناطق النقل القسري على أنها "مناطق آمنة"، لكنها تعرضت لقصف شديد. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 67% من قطاع غزة، أو 246 كيلومترا مربعا، قد وضع تحت أوامر الإخلاء. كما تكثفت العمليات البرية العسكرية في المناطق السكنية وما حولها في خان يونس، حيث دفعت أوامر النقل القسري بالناس للنزوح إلى ضواحي المحافظة وإلى رفح. لم تتضمن أوامر النقل القسري هذه ضمانات السلامة والإقامة والعودة.
وأضافت كاريدا: "أجبرت أوامر النقل المتكررة والتي أصدرتها السلطات الإسرائيلية على مدى أربعة أشهر من الأعمال العدائية عشرات الآلاف من الأشخاص على الفرار عدة مرات إلى مناطق غير آمنة لا يتوفر فيها مأوى. يتم دفع الفلسطينيين إلى المكوث في زوايا وأزقة ضيقة ومآوى مكتظة بينما يستمر قصف المناطق السكنية".
ويدعو المجلس النرويجي للاجئين إسرائيل والجماعات الفلسطينية المسلحة إلى الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار، وهو أمر حيوي لإنقاذ الأرواح وزيادة المساعدات الإنسانية.
ملاحظات للمحررين
• في الفترة من 7 إلى 27 يناير 2024، أجرى المجلس النرويجي للاجئين تقييماً شاملاً لتسعة مآوى جماعية في محافظة رفح بغزة، مع التركيز على التركيبة السكانية والتدخلات القطاعية واحتياجات المجتمع.
• وفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد سكان محافظة رفح 263,876 نسمة في أوائل عام 2022. ومنذ الأعمال القتالية، ارتفع عدد السكان إلى 1.4 مليون نسمة، أي بزيادة قدرها 5.3 مرة.
• في حين يقدر عدد النازحين بنحو 1.7 مليون شخص، تشير التقارير إلى أن الناس قد نزحوا بشكل متكرر. أبلغت فرق المجلس النرويجي للاجئين عن نزوح عائلات خمس أو ست مرات منذ بدء الأعمال العدائية.
• تم تدمير ما لا يقل عن 69,000 وحدة سكنية في غزة، في حين تضرر 290,000 منزل آخر، وفقًا لمجموعة المأوى التي يقودها المجلس النرويجي للاجئين. تتجاوز كمية الركام 8,000,000 طن متري وستستغرق إزالته ثلاث سنوات.
لمزيد من المعلومات أو لترتيب مقابلة، يرجى الاتصال بـ: • أحمد بيرم، المستشار الإعلامي للشرق الأوسط، عمان: ahmed.bayram@nrc.no +962 79 0160147