مسجد متضرر في البلدة القديمة في الموصل. تصوير: احمد كاكا/ المجلس النرويجي للاجئين

خمس سنوات على استعادة الموصل، الشباب في أزمة تعليم وعمل

Published 06. Jul 2022
 قال المجلس النرويجي للاجئين في الذكرى الخامسة لاستعادة الموصل إن جيل الشباب يتحمل إرثاً قاسياً خلفته سنوات من الصراع وسيطرة ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مع نقص في الوظائف وفرص التعليم غير الملائمة مما يتركهم بلا أمل كبير في المستقبل.
 
قابلت المنظمة طلاب ومعلمين وأولياء أمور في الموصل حيث قالوا إن تدمير البنية التحتية على نطاق واسع والاكتظاظ والفقر ومشكلات الصحة النفسية قد أدت إلى تراجع التعليم ما مقداره سنوات عدّة. وذكر أحد الطلاب أنه رغم كونه في الصف الخامس، إلا أنه لا يزال غير قادر على قراءة أو كتابة أي شيء سوى اسمه.
 
ويُظهر التحليل الذي أجراه المجلس النرويجي للاجئين لبيانات المدارس من العام الدراسي الحالي أن واحدة من كل ثلاث مدارس في الموصل إما بحاجة إلى إصلاح أو غير صالحة للاستخدام، حيث تضم مدارس ذات هياكل متضررة ما يبلغ 50 بالمائة من جميع الطلاب.
 
قال جيمس مون مدير مكتب المجلس النرويجي للاجئين في العراق: "بعد خمس سنوات من إستعادة المدينة، لم يتعاف سكان الموصل بعد من العديد من المآسي التي مروا بها. الشباب العراقي شغوف بمدينته. أخبرنا الأشخاص الذين تحدثنا إليهم أنهم يريدون القيام بدورهم في بناء حياة أفضل لكنهم بحاجة إلى تعليم مناسب ووظائف دائمة لتغيير واقعهم الحالي".
 
كما يمثل الاكتظاظ ونقص الكادر التعليمي بعض العقبات الرئيسية أمام التعليم المناسب. في المدارس الجاهزة والتي يشار إليها على نطاق واسع باسم الكرفانات، يوجد مدرس واحد فقط لكل 51 طالباً. في بعض الحالات، يتواجد 80 تلميذاً في صف دراسي بمساحة 15 متراً مربعاً فقط. كما أنه من الشائع أن يتشارك طلاب كتاباً واحداً إذ أن الغالبية من الطلاب لا تستطيع تحمل تكاليف شراء القرطاسية.
 

تؤدي الظروف والوضع الاقتصادي للأسر إلى إرتفاع معدلات التسرب والتي وصلت إلى 20 بالمائة في مدرسة واحدة يعمل فيها المجلس النرويجي للاجئين. تُظهر نتائج الإختبارات النهائية للصف السادس في 10 مدارس معدل نجاح يبلغ 22 بالمائة فقط. في إحدى مدارس غرب الموصل، نجح 3.3 بالمائة فقط من طلاب الصف السادس.

هناك انقسام واضح في آفاق المستقبل في المقابلات التي أجراها المجلس النرويجي للاجئين مع الشبان والشابات. قال أولئك ممن هم في المدرسة أو الجامعة إنهم يهدفون إلى اكمال دراستهم والحصول على وظيفة خاصة في مجال الطب أو الهندسة على الرغم من تأخرهم بضع سنوات دراسية.

قالت سمر والتي تبلغ 19 سنة بإنها تأمل أن يكون لها دور في إستعادة سمعة الموصل القديمة كوجهة للمعرفة والتعليم.

"عندما أتخرج من الجامعة أريد أن أدعم الفقراء لأنهم لا يملكون المال لإرسال أطفالهم إلى المدرسة. هكذا أريد أن أشارك في تحسين حياة الناس في الموصل. الطريقة الوحيدة التي يمكنني بها القيام بذلك هي الحصول على وظيفة عند تخرجي".

وفي الوقت نفسه، أولئك الذين ليس لديهم نفس الفرص التعليمية أو المهنية هم أقل تفاؤلاً بشأن السنوات القليلة المقبلة. تظهر الأرقام الحكومية أن 20 بالمائة من الشباب في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، عاطلون عن العمل على الرغم من أنه يعتقد أن العدد قد زاد مع العودة الجماعية في العامين الماضيين.

وصف ليث البالغ من العمر 23 سنة كيف أن سنوات الصراع ما زالت تحمل العواقب على جيله، حيث قال: "الشباب لا يفعلون شيئًا طوال اليوم. يبقى الكثير من أصدقائي في المنزل. لا يمكنهم التفكير فيما بعد اليوم ".

تظهر الأرقام الأخيرة أن 100 ألف شخص من الموصل ما زالوا نازحين بعد خمس سنوات من إستعادة المدينة من داعش. بينما تمت إعادة الإعمار في بعض أجزاء المدينة، لا تزال الطرق العامة والخدمات مثل المستشفيات والمدارس متضررة بشدة، ولا سيما على الجانب الغربي من المدينة.

وعندما سُئلوا عما يجب أن يحدث في السنوات الخمس المقبلة لكي تتحسن مدينة الموصل، أفاد الناس أن هناك حاجة إلى المزيد من الوظائف التي تستهدف الشباب، فضلاً عن الدعم النقدي المباشر للفقراء. لا يزال التعليم يمثل الأولوية، حيث دعا الآباء والمعلمون إلى تعيين المزيد من الموظفين الأكاديميين ودعمهم وتدريبهم بشكل كافٍ.

ملاحظات الى المحررين:

  • أجرى المجلس النرويجي للاجئين في حزيران 2022, مقابلات مع 20 مدرسًا وطالباً وأولياء الأمور وشباب تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاماً يعيشون في المناطق الأكثر ضعفاً في مدينة الموصل. وقام المجلس النرويجي للاجئين أيضاً بتحليل بيانات رسمية للمدارس في قضاء الموصل.
  • وبحسب الأرقام الرسمية، يدرس في الموصل 547,322 طالباً في 808 مدارس يعمل بها 16456 معلماً.
  • 10,000 طالب مسجلين في 36 مدرسة غير صالحة للإستخدام.
  • 19,904 طالباً يدرسون في 57 مدرسة متنقلة، في 465 فصلاً مع 387 معلماً.
  • 77,950 طالباً في 185 مدرسة بحاجة إلى إعادة تأهيل أو إصلاح بعد أن تضرروا جراء الحرب.
  • قدم المجلس النرويجي للاجئين مساعدات نقدية وسبل العيش إلى 5135 شخصاً في الموصل. توفر المنظمة أيضاً فصول تقوية تعليمية لمساعدة الأطفال على تحسين أدائهم المدرسي من خلال فصول إضافية يتم تقديمها خارج ساعات الدوام المدرسي.